للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تخريجه:

الجملة المذكورة في إسناد الباب قطعة من خُطبة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حجة الوداع، وقد أخرج ابن أبي شيبة (١٤/ ١٢٥) هذه الخُطبة باختصار دون هذه الجملة.

وعنه أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (٢/ ٥٤) مطولًا. ولفظه: عن ابن عمر، أن هذه السورة أنزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمَنًى، وَهُوَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)} حَتَّى خَتَمَهَا، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ الْوَدَاعُ، فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ له فركب، فَوَقَفَ لِلنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، فقال:"يا أيها الناس، إن كل دم كان في الجاهلية فهو هدر، وأول دمائكم دم إِيَاسُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذيل، وَإِنَّ أَوَّلَ ربا كان في الجاهلية ربا العباس بن عبد المطلب، فهو أوضع، لكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ، فَهُوَ اليوم كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عِدَّةَ الشهود عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، رَجَبُ مُضَرَ بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، وَذُو الْقِعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وإن النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ، يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كفروا، يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا، ليواطئوا عدة ما حرم الله، وذلك أنهم كانوا يجعلون صفر عامًا حرامًا، وعامًا حلالًا، ويجعلون المحرم عامًا حلالًا، وعامًا حرامًا، وذلك النسيء من الشيطان. يا أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ، وقد رضي منكم بمحقرات الأعمال، فاحذروه في دينكم. أيها الناس، من كانت عنده وديعة، فليؤدها إلى من ائتمنه عليها. أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ، وَمِنْ حَقِّكُمْ أن لا يُوطِئن فرشكم، ولا يعصينكم في معروف، فإذا فعلن ذلك، فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، فإذا ضربتم فاضربوا ضربًا غير مبرح.

أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعتصمتم به لن تضلوا: كتاب الله. أيها الناس، أي =

<<  <  ج: ص:  >  >>