= قال: حدّثنا الفضل بن الصبّاح، وحدثني أحمد بن حماد الدولابي، وحدثني يونس -فرقهم- وأبو نُعيم في الحلية (١/ ٢٦٨) من طريق إسحاق بن راهويه، خمستهم: عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن شداد بن أوس، أنه قال حين حضرته الوفاة:"يَا نَعَايَا الْعَرَبِ -ثَلَاثًا-، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية".
وإسناد الحسين المروزي صحيح.
وأما الوجه الثالث، فأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ٣٥٦) قال: حدّثنا أبو صالح، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن ابن شهاب، عن محمود بن لَبيد، عن شداد بن أوس، فذكره موقوفًا بلفظ قريب.
وأما الوجه الرابع، فأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (٧/ ٤٠٢) قال: قال لنا ابن أبي أُويس، أرنا إبراهيم بن سعد عن صالح، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، سمع عُبادة بن الصامت قال:"أخوف ما أخاف على هذه الأمة الشرك، والرياء، والشهوة الخفية".
ورجال إسناده ثقات.
ويظهر أن الراجح روايتا محمود بن الربيع، ومحمود بن لَبيد، كلاهما: عن شداد بن أوس موقوفًا؛ وذلك لثقة سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. (انظر التقريب ص ٢٤٥، ٣٥٧)، ولما في كلام ابن أبي حاتم. وأما الوجه الأوّل، فتقدم أنه لا يصح مرفوعًا، وأما الوجه الرابع -بجعل الحديث من مسند عُبادة بن الصامت موقوفًا- فمرجوح، حيث لم أقف على من جعل هذا الحديث من مسند عُبادة، ويظهر أن علة هذا الوجه يتحملها ابن أبي أُويس، وهو إسماعيل بن عبد الله، فإنه صدوق أخطا في أحاديث من حفظه. (التقريب ص ١٠٨)، ولعل روايته هذه مما أخطا فيه، والله تعالى أعلم.
وقد جاء حديث شدَّاد بن أوس مرفوعًا، لكن من غير طريق الزهري، أخرجه =