= فغلَّ يده، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال:"يا رسول، ارض عني، رضي الله عنك" فأعرض عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم دار إليه فقال:"ارض عني، رضي الله عنك"، فأعرض عنه، ثم أتاه الثالثة فقال:"ارض عني، رضي الله عنك، فو الله إن الرب لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى" قال: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال:"تبتَ إلى الله مما صنعت واستغفرت منه"؟ قال: نعم، قال:"اللهم تب عليه، وارض عنه".
وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (٨/ ٣٧٤)، من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا سفيان بن وكيع، حدثني طارق عن عَمرو بن مالك الرُّواسي، عن أبيه فذكره.
قال أبو نُعيم: غريب تفرد به الجراح، وعنه ابنه وكيع، وعنه ابنه سفيان، وطارق هو طارق بن علقمة بن مردي.
قلت: سقط من إسناد أبي نُعيم في الحلية قول سفيان بن وكيع: حدثني أبي عن جدي.
وقال الحافظ في الإصابة (٧/ ١٣٨): سفيان بن وكيع ضعيف في أبيه وغيره، وقد خَبَّطَ في السند، فزاد فيه "عن جده" وزاد بعده عن "أبيه" ورواية عبد الرحيم بن مُطَرِّف، وهو من الثقات، تشهد لرواية عثمان بن أبي شيبة، وهو من الحفاظ.
قلت: لم يزد سفيان في السند: "عن جده" فهو مذكور في طريق الباب، وهو الجراح بن مَليح الرُّوَاسي.
والخلاصة أن لفظ الباب يرتقي كما أسلفت برواية عبد الرحيم بن مُطَرِّف إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.