ولفظه:" ثلاثة أعين لا تمسها النار: عين فُقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: عمر ضعَّفوه.
قلت: هذا الإسناد ساقط، لوجود محمَّد بن القاسم الأسدي، قال الحافظ: كذبوه (التقريب ص ٥٠٢)، وفيه عمر بن راشد، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص ٤١٢).
ويشهد لأوله ما رُوي عن ابن عباس، والعباس بن عبد المُطَّلب، وأنس، وابن عمر، والفضل بن العباس رضي الله عنهم كما يلي:
١ - حديث ابن عباس رضي الله عنه: أخرجه الترمذي (٤/ ١٥٠) واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (٥/ ٢٠٩)، والبيهقيُّ في الشعب (١/ ٤٨٨) من طريق شُعيب بن رُزيق أبو شيبة، حدّثنا عطاء الخُراساني عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عباس قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ:"عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ في سبيل الله".
قال الترمذي: حديث حسن، لا نعرفه إلّا من حديث شُعيب بن رُزيق.
وقال أبو نُعيم: رواه عثمان بن عطاء عن أبيه، وقال: عن ابن عباس.
قلت: يعني أبو نُعيم رحمه الله بهذا: أن عثمان بن عطاء قد خالف شُعيب بن رُزيق، فروى الحديث، عن أبيه عطاء الخُراساني، عن ابن عباس مباشرة، ولم يذكر عطاء بن أبي رباح، وهذا إعلال ليس بشيء؛ لأنّ عثمان بن عطاء ضعيف (التقريب ص ٣٨٥)، وشُيب وإن تكلم فيه بعض النقاد (انظر التهذيب ٤/ ٣٠٩)، فهو أحسن حالًا منه، فالقول قوله، والله تعالى أعلم.
وذكر الترمذي هذا الحديث في العلل الكبير (٢/ ٧٠٤)، وقال: سألت محمدًا =