أخرج الطبراني في الكبير (٦/ ٢٥٣) من طريق حُميد بن الربيع، ثنا علي بن عاصم، ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: فذكره بلفظ قريب، دون الخصلة الرابعة.
وذكره الهيثمي في المجمع (١/ ٥١)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده حُميد بن الربيع، وثَّقه غير واحد، لكنه مدلس، وفيه ضعف.
وذكره الهيثمي أيضًا (١٠/ ١٤٩)، ونسبه للبزار، وأعلَّه بحُميد بن الربيع، وشيخه علي بن عاصم، فقال: كلاهما ضعيف، وقد وثقا.
قلت: علي بن عاصم هو الواسطي، قال الحافظ: صدوق يخطئ ويصر (التقريب ص ٤٠٣)، وحُميد بن الربيع هو الخزاز، ذكره الذهبي في الضعفاء، وقال: قال الدارقطني: تكلموا فيه (المغني ١/ ١٩٤). فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجلهما ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة (١٣/ ٣٣٠) عن معتمر بن سليمان، وأحمد في الزهد (ص ٨٠) عن يحيى بن سعيد، كلاهما: عن سليمان التيمي، به بلفظ قريب، دون الخصلة الرابعة، لكن من قول سلمان.
وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وهو وإن كان موقوفًا إلَّا أنه في حكم المرفوع؛ لأنّ لفظه لا يمكن إدراكه بالعقل.
ويشهد للخصلة الرابعة، وهي قوله:"وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي، فَارْضَ لَهُمْ ما ترضى لنفسك"، حديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قال:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
أخرجه البخاريُّ (فتح ١/ ٥٦) وهذا لفظه، ومسلم (١/ ٦٧).
وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.