= أخرجه أحمد (٥/ ٢٣٤)، وابنه عبد الله كلاهما: عن الحكم بن موسى، ومن طريقيهما: المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص ١٢)، وأخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ١٠٣)، وفي الدعاء (٢/ ٨٠٠) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، كلاهما: عن إسماعيل بن عياش، به بلفظ قريب من لفظ القُضاعي.
وقد ذكر الحافظ رحمه الله هذا الوجه هنا في المطالب، وهو الطريق الثاني.
والوجه الأوّل طريق الباب هو الوجه الراجح؛ لأنه رواية محفوظة عن عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي، حيث رواها عنه شَبابة بن سَوَّار، وهو ثقة حافظ كما تقدم، وأما الوجه الثاني، فهو مرجوح؛ لأنه رواية غير محفوظة لعبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي، حيث رواها عنه ابن أبي فُدَيك، وهو صدوق (التقريب ص ٤٦٨)، وكذلك الوجه الثالث مرجوح أيضًا؛ لأنه من رواية إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ المكي، وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، والله تعالى أعلم.
ويشهد لهذا الحديث ما رُوي عن عائشة، وأبي هريرة، وسلمان، وثوبان، وابن عمر، وأنس رضي الله عنهم كما يلي:
١ - حديث عائشة: أخرجه البزّار: كما في الكشف (٣/ ٢٩) واللفظ له، والطبراني في الأوسط (٣/ ٢٤٢)، وابن عَدي (٣/ ٢١٣)، والحاكم (١/ ٤٩٢)، وعنه البيهقي في القدر (ص ١٤٣)، وأخرجه الصيداوي في معجم الشيوخ (ص ١٠٥)، والخطيب في تاريخ بغداد (٨/ ٤٥٣)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٣٥٩) من طريق زكريا بن منظور، حدثني عطاف عن هشام، عن أبيه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لا ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع أحسبه قال: ما لم ينزل القدر، وإن الدعاء ليلقى البلاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة".
قال البزّار: لا نعلمه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإسناد.
قلت: قد رُوي بهذا اللفظ عن أبي هريرة، وسيأتي ذكره قريبًا إن شاء الله وممن =