= ثمان في غزوة مؤتة، فأنى لعلي بن عبد الله الأزدي أن يدركه. انظر: الإصابة (٣/ ٢٥).
ولهذا الحديث شاهدان:
١ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن سائلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عن وقت الصبح، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بلالًا، فأذن حين طلع الفجر، فلما كان من الغد أخر الفجر حتى أسفر، ثم أمره فأقام فصلى، ثم قال:"هذا وقت الصلاة" هذا لفظ رواية النسائي، وفي رواية البزار:"ما بين هذين وقت".
رواه النسائي (٢/ ١١: ٦٤٢)؛ والبزار كما في كشف الأستار (١/ ١٩٣: ٣٨٠)؛ والبيهقي (١/ ٣٧٧). ورجال النسائي كلهم ثقات لكن حميد الطويل مدلس لا يقبل من روايته إلَّا ما صرح فيه بالسماع وقد عنعن هنا، ولم يصرح بالسماع عند جميعهم. وأما قول الألباني في الصحيحة (٣/ ١٠٩: ١١١٥)، عن سند البزار:(هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين) فهو صحيح إذ إن رجاله كلهم حديثهم في الصحيحين، لكنه معلول بعنعنة حميد الطويل، فالحديث ضعيف حتى يوجد له طريق مقبولة يصرح فيها حميد بالسماع.
٢ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فغلَّس بها، ثم صلى الغد فأسفر بها، ثُمَّ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ - "أَيْنَ السائل عن وقت صلاة الغَداة؟ فيما بين صلاتي أمس واليوم".
رواه أبو يعلى (١٠/ ٣٤٣: ٥٩٣٨)؛ ومن طريقه ابن حبان (٣/ ٢٥: ١٤٩٣)، من طريق سعيد بن يحيى الأموي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، به، فذكره.
ورجاله ثقات إلَّا محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- فإنه صدوق له أوهام.
انظر: التقريب (ص ٤٩٩)، فالحديث حسن لغيره، إن شاء الله تعالى.