للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدنيا وزينتها استوجب سخط الله (تعالى) (٥)، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كتاب الله (عزَّ وجلّ) (٦) وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، أَوْ يُرِيدُ بِهِ الدنيا، لقي الله (تعالى) (٧) وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لحمٌ، ودعَّ (٨) الْقُرْآنُ فِي قَفَاهُ، حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي النَّارِ، فَيَهْوِي فِيهَا مَعَ مَنْ هَوَى. وَمَنْ قَرَأَهُ وَلَمْ يعمل به، حشره الله تعالى يوم القيامة أعمى، فيقول له: (رَبِّ) (٩) لَمْ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا؟ فيقول ربك: كذلك أتتك (آياتي) (١٠) فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ. وَمَنْ تَعَلَّمَ القرآن ابتغاء وجه الله (تعالى) (١١)، وتفقُّهًا في دين الله (عزَّ وجلّ) (١٢) كان لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ جَمِيعِ مَا أَعْطَى الله تعالى الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، لِيُمَارِيَ (١٣) بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، ويطلب به الدنيا (بدَّد) (١٤) الله


(٥) (سد) و (عم) "عزَّ وجلّ".
(٦) (سد) و (عم) "تعالى".
(٧) ليست في (سد) و (عم).
(٨) قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور، الآية ١٣]، في جامع البيان (٢٧/ ٢٢): أي يدفعون بإرهاق وإزعاج.
(٩) (عم): "يارب".
(١٠) (سد): "آياتنا".
(١١) ليست في (سد)، وفي (عم) "عزَّ وجلّ".
(١٢) في (سد) و (عم): "تعالى".
(١٣) المراء: هو الجدال والتماري، والمماراة، والمجادلة على مذهب الشك والريبة. يقال للمناظرة، مماراة؛ لأن كل واحد من المتناظرين يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمتري الحالب اللبن من الضرع، النهاية (٤/ ٣٢٢).
(١٤) في الأصل "بدل" والمثبت من (سد) و (عم) وهو الأوفق للسياق. والبدد: هو التفريق، أي فرّق الله عظامه يوم القيامة، (القاموس ١/ ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>