= وذووهم، فقالوا: يا نبي الله، إنك لو جلست في صدر المسجد، ونفيت عنّا هؤلاء وأرواح جبابهم، يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين، وكانت عليهم جباب الصوف، ولم يكن عليهم غيرها، جلسنا إليك وحادثناك، وأخذنا عنك، فأنزل الله:{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} ... حتى بلغ:{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا}، يتهدَّدهم بالنار، فقام نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله، فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيا، ومعكم الممات. أخرجه ابن جرير، واللفظ له (١٥/ ٢٣٦).
والبيهقي في الشعب (٧/ ٣٣٦).
والواحدي في أسباب النزول (/٢٤٤).
من طريق سليمان بن عطاء الحراني عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة، أن ربعي الجهني عن سلمان، به.
وهذا إسناد ضعيف جدًا سليمان بن عطاء منكر الحديث، واتهم كما في التهذيب (٤/ ١٨٤)، والميزان (٢/ ٢١٤).
قلت: ومما يقوى قول ابن كثير السابق المذكور عند الحكم على الحديث ما رواه سعد ابن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ستة نفر، فقال المشركون للنبي: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لستن أسميهما، فوقع في نفس النبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عزَّ وجلّ:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}.
أخرجه مسلم في الفضائل، في فضائل سعد (١٥/ ١٨٧)، واللفظ له.