اللهمَّ لك الحمد حمدًا كثيرًا خالدًا مع خلودك، ولك الحمد حمدًا، لا جزاءً لقائله إلَّا رضاك، ولك الحمد يا من تواتر نعمه أعجز الخلق عن القيام بشكره، لك الحمد بالإِسلام، ولك الحمد بالإِيمان، ولك الحمد بالقرآن، تيسر من تشاء لنيل مطالبهم العالية، فهم في الروضات في جنة عالية، تتفضل عليهم بزوائد نعمك، وتدفع عنهم مساوئ نقمك، وصلّ اللهمَّ وسلِّم وبارك على المحتذى أثره، المقتفى خبره، من رفعت منزلته في الدارين، وأرسلته إلى سائر الثقلين، قطعت به الحجة، وأوضحت به المحجة، وجعلته متابَعًا وشاهدًا، ويوم الحشر قائدًا وشافعًا، فاجزه اللَّهمَّ خير ما جزيت نبيًا عن أمته، وارض عن آله وأزواجه وصحابته، من اخترتهم لصحبته ونصرته، والذب عن دينه وملته، وعمن تبعهم واقتفى أثرهم وسار على ملتهم إلى يوم الدين والحساب.
وبعد: فإن أنفس ما أفنيت فيه الأعمار، وأكثرت فيه الأسفار، وأنفقت فيه الأوقات وعمرت به الساعات، طلب العلم الشرعي، الذي به تنال المطالب، وتدفع المثالب، سيما علم الحديث الشريف، الذي شرف بشرف معلومه، وسما بسمو مضمونه، كيف لا؟ وهو ميراث الأنبياء، وزاد