والظاهر أن أكله البطيخ غير أكلة القثاء. والبحث الآن في الثاني.
وقد ثبت في الصحيح أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يأكل القثاء بالرطب أما كونه يحبه ويعجبه فلم أره إلَّا من حديث الربيع. وروي كذلك أنه كان يأكل البطيخ بالرطب وأكله القثاء رواه البخاري في الصحيح، كتاب الأطعمة، باب القثاء بالرطب (٣/ ٤٤٣: ٥٤٤٠)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ:"رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأكل الرطب بالقثاء".
وهو في (٣/ ٤٤٥: ٥٤٤٧)، باب القثاء. وفي (٣/ ٤٤٥: ٥٤٤٩)، باب جمع اللونين والطعامين بمرة. عنه بنحوه.
كما أخرجه مسلم في الأشربة (٤/ ٧٣٦: ١٥٧)، باب أكل القثاء بالرطب.
وأبو داود في الأطعمة (٤/ ١٧٦: ٣٨٣٥)، باب في الجمع بين لونين في الأكل. والترمذي في الأطعمة، باب ما جاء في أكل القثاء بالرطب (٣/ ١٨٣: ١٩٠٥).
وابن ماجه، الأطعمة، باب القثاء والرطب يجمعان (٢/ ٢٤٤: ٣٣٦٨).
وأما أكله البطيخ بالرطب: فأخرجه أبو داود في المكان المتقدم (٤/ ١٧٦: ٣٨٣٦)، عن سعيد بن نضير، عن أبي أسامة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يأكل البطيخ بالرطب ويقول: نكسر حر هذا ببرد هذا.
وسعيد بن نضير: صدوق. انظر:(١/ ٣٠٦: ٢٦٨).
والترمذي في المكان السابق باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب (٣/ ١٨٣: ١٩٠٤)، عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن هشام به بنحوه. وقال: حسن غريب.
وفيه معاوية بن هشام: صدوق له أوهام. انظر: التقريب (٢/ ٢٦١: ١٢٤٤).
وبانضمامه إلى طريق سعيد بن نضير، يكون الحديث صحيحًا إن شاء الله. =