لم أجده عن ابن المسيب عند غير إسحاق. لكن يشهد له الحديث المرفوع في الصحيح في رؤياه -صلى الله عليه وسلم- اللبن وتأويله له بالعلم. ولفظه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"بينا أنا نائم أوتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم".
أخرجه البخاري في الصحيح: العلم، باب فضل العلم (١/ ٤٦: ٨٢)، وفي مناقب عمر (٣/ ١٤: ٣٦٨١)، وفي التعبير، باب اللبن (٤/ ٣٠١: ٧٠٠٦)، باب إذا جرى اللبن في أطرافه (٤/ ٣٠١: ٧٠٠٧) وباب إذا أعطى فضله غيره في النوم (٤/ ٣٠٦: ٧٠٠٧)، وباب القدح في النوم (٤/ ٣٠٧: ٧٠٣٢).
ومسلم في الصحيح: فضائل عمر (٥/ ٢٥٢: ١٦).
والترمذي في سننه: الرؤيا (٣/ ٣٦٧: ٢٣٨٦).
وفي المناقب (٥/ ٢٨٢: ٣٧٧٠).
وقد أخرج ابن عساكر في تاريخه (١٣/ ٩٨)، من عدة طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أنه قال: لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه بعلمهم.
وقوله:"إني لأحسب عمر حين مات قد ذهب بتسعة أعشار علم الناس".
وأخرج في (١٣/ ٩٧)، بسنده إلى رجل من أهل المدينة أنه قال: دفعت إلى عمر بن الخطاب فإذا الفقهاء عنده مثل الصبيان، قد استعلى عليهم في فقهه وعلمه.