= قال البيهقي: حميد الأعرج ليس بالقوي، ومجاهد لايثبت له سماع من أبي ذر. اهـ.
قلت: حميد الأعرج هو ابن قيس مولى عفراء، المكي، أخرج له الجماعة، وقال فيه ابن حجر: ليس به بأس. التقريب (ص ١٨٢). ووثقه الذهبي في الكاشف ١/ ١٩٣). وقد ظن ابن التركماني أنه حميد الأعرج الكوفي القاص المُلَاّئي، فتعقب البيهقي بقوله: تساهل في أمره، والذي في الكتب أنه واهي الحديث، وقيل ضعيف، وقيل منكر الحديث، وقيل: ليس بشيء، وقال ابن حبان: يروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مسعود نسخة كأنها موضوعة. اهـ. انظر: الجوهر النقي- مطبوع بذيل سنن البيهقي (٢/ ٤٦١) -، وقد نبه على هذا الوهم ابن الملقن رحمه الله، فقال في البدر المنير (٢/ ق ١٢٦ ب): وهذا عجيب من المعترض، فطبقتهما مختلفة، فإن هذا المتروك لم يرو [إلَّا]، عن عبد الله بن الحارث المؤدب، وحميد الآخر روى عن قيس بن سعد، وجماعة. اهـ.
وأما مجاهد فكما قال البيهقي لم يسمع من أبي ذر. انظر: جامع التحصيل (ص ٢٧٤). فالحديث منقطع، والمنقطع ضعيف عند أهل العلم، وقد توسع ابن الملقن في البدر المنير (٢/ ق ١٢٥ ب، ١٢٦ أ) في الكلام على هذا الحديث، فذكر علله، وأقوال العلماء فيه، ولم يحكم عليه بشيء.
٣ - وعن عمرو بن دينار قال: رأيت أنا وعطاء بن أبي رباح: ابن عمر رضي الله عنهما، طاف بعد الصبح، وصلى قبل أن تطلع الشمس.
رواه الشافعي في مسنده (١/ ٥٨: ١٧١)؛ والبيهقي (٢/ ٤٦٢)، من طرق عن عمرو بن دينار، به.
وهذا إسناد في غاية الصحة، وقد علقه البخاري (٣/ ٤٨٨)، بلفظ (وكان ابن عمر رضي الله عنهما، يصلي ركعتي الطواف ما لم تطلع الشمس). وانظر: تغليق التعليق (٣/ ٧٧).=