= إسحاق، عن عبد الله بن محمد، عن يوسف بن موسى، عن عبد الله الجهني الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، عن عاصم به، بنحوه.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي سهل محمد بن إبراهيم بن منصور أبو بكر بن المقرئ، عن أبي يعلي بن نمير بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق، قال: كان بين عثمان وبين عبد الرحمن بن عوف كلام فأرسل إليه عبد الرحمن: والله ما فررت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم عينين ... فذكره بنحوه.
ورواه البغوي والضياء في المختارة كما في الكنز (٣٦٢٧٧).
ولهذا الحديث شاهد من حديث عثمان بن مَوْهَب رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، البخاري مع الفتح (٧/ ٦٦: ٣٦٩٨)، والترمذي في أبواب المناقب (٥/ ٢٩٣: ٣٧٩٢) وقال: حسن صحيح.
ونَصُّهُ عند البخاري: عن عثمان بن مَوْهَب قال: "جاء رجل من أهل مصر وحجّ البيت فرأى قومًا جلوسًا فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: هؤلاء قريش. قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر. قال: يا ابن عمر إنّي سائلك عن شيء فحدثني عنه: هل تعلم أن عثمان فرّ يوم أُحد؟ قال: نعم. فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم. قال الرجل: هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: الله أكبر. قال ابن عمر: تعالى أبيَّن لك. أما فراره يوم أُحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له. وأمّا تغيبُّه عن بدر فإنه كانت تحته بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكانت مريضة فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن لك أجر رجل ممن شهد بدرًا وسهمه". وأمّا تغيُّبُه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعزُّ ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده اليمنى: "هذه يد عثمان" فضرب بها على يده فقال: "هذه لعثمان، فقال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك".
وعلى هذا فحديث شقيق في درجة الصحيح لغيره لهذا الشاهد، والله أعلم.