للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٧٤ - [٣] أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَة الْمَخْزُومِيُّ، ثنا

عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَاتة قَالَ: خَرَجْنَا عُمَّارًا فعمَدْنا إلى منزل أبي ذر رضي الله عنه فَإِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ يَحْمِلُ عَظْمَ جَزُورٍ أَوْ (١) يُحْمَل مَعَهُ، فَأَتَى مَنْزِلَهُ ثُمَّ أَتَانَا فسلَّم عَلَيْنَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ لَهُمْ: فِي كل كذا وكذا جزورًا يَنْحَرُونَهَا فَيَأْكُلُونَهَا، وَلِيْ (٢) فِي كُلِّ جَزُورٍ عَظْمٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا مالُك؟ فقال رضي الله عنه: لِي قَطِيعٌ مِنْ إِبِلٍ، وصَرِيْمَةٌ (٣) مِنْ غَنَمٍ في إحداها ابْنِي، وَفِي (٤) الْأُخْرَى غُلَامٌ أَسْوَدُ اشْتَرَيْتُهُ فَهُوَ عَتِيقٌ يخدِمُنِي إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ هُوَ عَتِيقٌ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: وَاللَّهِ ما من الناس عندنا أحد أَكْثَرُ أَمْوَالًا مِنْ أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لَهُمْ فِي مَالٍ مِنَ الْحَقِّ إلَّا وَلِي مِثْلُهُ. قَالَ: فَجَعَلْنَا نَسْتَفْتِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: عِنْدَنَا رَجُلٌ يَصُومُ الدَّهْرَ إلَّا الأضحى والفطر؟ قال رضي الله عنه: لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ. قَالَ: إِنَّهُ وَإِنَّهُ. قال: فأعادها (٥) ... الحديث.


(١) في (عم): "ويحمل معه".
(٢) في (عم): "وإن لي".
(٣) الصَّرِيمة: تصغير الصِّرمة وهي القطيع من الإِبل والغنم، قيل: هي من العشرين إلى الثلاثين والأربعين، كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقل بنفسها فيقطعها صاحبها عن معظم إبله وغنمه. (النهاية ٣/ ٢٧).
(٤) في (عم). "والأخرى".
(٥) وهذا الجواب موافق لجواب النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سُئل عن صوم الدهر: "لا صام ولا أفطر"، وهو في صحيح مسلم -كتاب الصيام- باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر ١١٦٢، وغيره. فقيل: هذا خبر معناه: لم يصم ولم يفطر، وهذا كقول الله جلَّ وعلا، "فلا صدَّق ولا صلَّى"، أي: لم يصدق ولم يصلْ. وقيل: إنه دعاء عليه كراهة لصنيعه وزجرًا له عن ذلك.
وقد اختلف في صوم الدهر هل هو مباح أو مكروه؟، وفي أفضل الصيام. وانظر في ذلك: معالم السنن للخطابي ٢/ ١٢٨ فما بعدها، شرح صحيح مسلم ٤/ ٣٠٢، فتح الباري ٤/ ٢٦١ فما بعدها.
ومراد السائل الذي راجع أبا ذرّ بقوله: إنّه وإنّه: بيان منزلة ذلك الرجل وأنّ له شأنًا وصلاحًا فأعاد أبو ذرّ مقالته. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>