(٤) فلى (عم): "يا نبي الله". (٥) الظاهر أن التؤدة هنا بمعنى الحِلْم فإن الحِلْم بالكسر هو الأناة في الأمور والتؤدة من اتَّأَد في فعله وقوله وتوَأَّدَ إذا تأنّى وتثبت ولم يعجل وائْتِدْ في أمرك أي تثَبّتْ (النهاية ١/ ١٧٨، ٤٣٤). وليس هذا من قبيل المترادف اللفظي في الحديث؛ لأن الرواية التي في الصحيح كلما سيأتي بلفظ: "الحِلْم والأناة" فهما وصفان وخصتان. قال الإِمام النووي رحمه الله في شرح مسلم (١/ ١٦٥)، وأمّا الحِلْم فهو العقل وأمّا الأناة فهي التثبت وترك العجلة وهي مقصورة وسبب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك له ما جاء في حديث الوفد أنهم لما وصلوا المدينة بادروا إِلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَقَامَ الأشج عند رحالهم فجمعها وعقل ناقته ولبس أحسن ثيابه ثم أقبل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقربه وأجلسه إلى جانبه ثم قال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تبايعون على أنفسكم وقومكم؟ ". فقال القوم: نعم. فقال الأشج: يا رسول الله إنك لم تزاول الرجل على شيء أشد عليه من دينه نبايعك على أنفسنا ونرسل من يدعوهم فمن اتبعنا كان منّا ومن أبى قاتلناه. قال: صدقت إن فيك خصلتين ... الحديث. ونقل عن القاضي عياض أنه قال: فالأناة تربصه حتى نظر في مصالحة ولم يعجل والحلم هذا القول الذي قاله الدَّالّ على صحة عقله وجودة نظره للعواقب. اهـ.