= رواه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٤٠: ١٠٣)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن علي بن الجعد، عن زهير، عن أبي إسحاق، به ولفظه: كان رجل عند عليٍّ فتناول عائشة فقال له عمار: من ذا الذي يتناول زوجة نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الجنة اسكت مقبوحًا.
قلت: والوجهان الخامس والسادس وهم من الراوي عن أبي إسحاق فإن الذي روى عنه أبو إسحاق هو عريب بن حُمَيد. (ينظر: التهذيب ٧/ ١٩١).
وأمّا بقية الوجوه غير الأول فهي ضعيفة والحمل فيها على أبي إسحاق لاختلاطه.
وأمّا الوجه الأول فهو الراجح عندي على أنه ضعيف كما تقدم ووجه ترجيح هذا الوجه أن شعبة سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط.
على أن بعض الحديث أصله في الصحيح كقوله: زوجته -صلى الله عليه وسلم- في الجنة فقد تقدم في تخريج الحديث رقم (٤١٠٠)، أنه عند البخاري رحمه الله من حديث عمار رضي الله عنه.
وأمّا كونها كانت أحبّ أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه فله شواهد منها ما رواه الإِمام أحمد في الفضائل (٨٧٣: ١٦٣٩)، وفي المسند (٦/ ٣٤٩)، عن ذكوان مولى عائشة أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت ... فذكر الحديث بطوله وفيه أنّ ابن عباس قال لها: كنت أحبُّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليه ولم يكن ليحبّ إلَّا طيبًا ... الحديث.
والحديث في صحيح البخاري -كتاب التفسير- باب {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ...} الآية. البخاري مع الفتح (٨/ ٣٤٠: ٤٧٥٣)، وفيه أنه قال لها: زوجة رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ ينكح بكرًا غيرك ونزل عذرك من السماء ... الحديث.
وروى الحديث أيضًا الحاكم في المستدرك (٤/ ٨)، وصححه ووافقه الذهبي.