وأما رواية عيسى بن سوادة الرازي للحديث عن هلال، فرواها الخطيب (١/ ١٩٥) من طريق مجاشع بن عمرو، قال: حدّثنا عيسى بن سوادة الرازي، حدّثنا هلال بن أبي حميد الوزان، عن عبد الله بن عكيم الجهني، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكره بنحو لفظ الحاكم. والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في الإِصابة (٢/ ٢٦٦)، وعزاه أيضًا لأبي بكر بن أبي شيبة والبغوي وابن السكن.
ولخص الحافظ فيه كلام الخطيب في الموضح (١/ ١٨٦ - ١٩٢)، حول هذا الحديث وما وقع في سنده من اضطراب شديد، فقال ابن حجر: وقد ذكر الخطيب الاختلاف في سند هذا الحديث في الموضح؟ قال الخطيب: هكذا رواه أحمد بن المفضل ويحيى بن أبي بكير الكرماني، عن جعفر الأحمر، وخالفهما نصر بن مزاحم، عن جعفر، فزاد في السند: عن أبيه، فصار من مسند أسعد بن زرارة.
وخالف جعفر: المثنى بن القاسم، فقال: عن هلال، عن أبي كثير الأنصاري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عن أنس، عن أبي أمامة، رفعه.
وقيل: عن المثنى، عن هلال، كرواية نصر بن مزاحم.
ورواه أبو معشر الدارمي، عن عمرو بن الحصين، عن يحيى بن العلاء، عن حماد بن هلال، عن محمد بن أسعد بن زرارة، عن أبيه، عن جده.
وقال محمد بن أيوب الضُّريس: عن عمرو بن الحصين، بهذا السند، مثل رواية نصر بن مزاحم. انتهى كلام الخطيب ملخصًا. ثم قال الحافظ: ويمكن الجمع بأن يكون عبد الله بن أسعد ليس ولدًا لأسعد لصلبه، بل هو ابن ابنه، ولعل أباه هو محمد، فيوافق رواية نصر، وهذه الرواية الأخيرة، ويكون قوله: رواية المثنى بن القاسم، عن أنس تصحيفًا، وإنما هي: عن أبيه، وأما أبو أسامة، فهو أسعد بن زرارة، هكذا كان يُكنَّى، والله أعلم. اهـ. =