للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= وذكره الدارقطني في العلل (٢/ ١٨٣)، وأورد وجوه الاختلاف. وقال عقبه: والاضطراب فيه عن عاصم بن عبيد الله، وقد تقدم ذكرنا له بسوء حفظه وقلة ضبطه للِإسناد. اهـ.

ثم قال: ورواه الزهري والأوزاعي جميعًا، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن أبيه. وهو الصحيح. اهـ.

قلت: ولفظه: عن أبي عمرة الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزَاةٍ فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نحو بعض ظهورهم وقالوا: يبلغنا الله به، فلما رأى عمر بن الخطاب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كَيْفَ بنا إذا نحن لقينا القوم غدًا جياعًا رجالًا، ولكن إن رأيت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تدعو لنا ببقايا أزوادهم فتجمعها ثم تدعو الله فيها بالبركة، فإن الله تبارك وتعالى سيبلغنا بدعوتك، أو قال يبارك لنا في دعوتك، فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر، فجمعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم فأمرهم أن يحثوا، فما بقي في الجيش وعاء إلَّا ملؤه وبقي مثله، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى بدت نواجده فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ الله، لا يلقى الله عبد مؤمن بهما إلَّا حجبت عنه النار يوم القيامة.

رواه عن الأوزاعي، الوليد بن مسلم، وعمرو بن أبي سلمة، وابن المبارك، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ومحمد بن شعيب بن شابور.

أما رواية الوليد بن مسلم: فرواها الفريابي في دلائل النبوة (ح ١)، وابن حبّان، كما في الإحسان (١/ ٢٢١: ٢٢١).

وأما رواية عمرو بن أبي سلمة: فرواها الحكم في المستدرك (٢/ ٦١٨)، والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ١٢). =

<<  <  ج: ص:  >  >>