وعليه فإن متابعته لسالم بن عبد الواحد لا يفيده شيئًا.
وروى هذا الأثر مختصرًا من طرق أُخرى عن الحسن البصري، به.
الطريق الأولى: رواه علي بن زيد، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال: كنا مع
علي رضي الله عنه، فكان إذا شهد مشهدًا أو أشرف على أكمة أو هبط واديًا قال:
سبحان الله، صدق الله ورسوله، فقلت لرجل من بني يشكر: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسأله عن قوله: صدق الله ورسوله، قال: فانطلقنا إليه، فقلنا: يا أمير المؤمنين، رأيناك إذا شهدت مشهدًا، أو هبطت واديًا أو أشرفت على أكمة، قلت: صدق الله ورسوله، فهل عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليك شيئًا في ذلك؟ قال: فأعرض عنا وألححنا عليه، فلما رأى ذلك قال: والله ما عهد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهدًا إلَّا شيئًا عهده إلى الناس، ولكن الناس وقعوا على عثمان رضي الله عنه، فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأ حالًا وفعلا مني، ثم أني رأيت أن أحقهم بهذا الأمر، فوثبت عليه، فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا.
أخرجه أحمد في المسند (١/ ١٤٢)، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد، عن الحسن، به، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (١٢/ ٣٥٠).
قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
الطريق الثانية: رواه يونس، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال: قلت لعلي: أرأيت مسيرك هذا، أعهد عهده إليك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم رأي رأيته؟ قال: ما تريد إلى هذا؟ قلت: ديننا ديننا. قال: ما عهد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه شيئًا، ولكن رأي رأيته.
أخرجه عبد الله في زائده على المسند (١/ ١٤٨)، وفي السنَّة (١٢٦٦)، وأبو داود في سننه (٥/ ٥٠)، كتاب السنَّة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، والخطيب البغدادي في الموضح (١/ ٣٩٣)، كلهم من طريق إسماعيل بن إبراهيم =