= ٣ - أخرج الإِمام النسائي في خصائص علي (ص ١٦٦)، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن قدامة واللفظ له، عن جرير، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: كنا جلوسًا ننتظر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَرَجَ إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى بها إلى علي، فقال:"إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله"، فقال أبو بكر: أنا؟ قال: لا، قال عمر: أنا، قال: لا، "ولكن صاحب النعل".
قلت: هذا إسناد حسن، رواته ثقات إلَّا رجاء بن ربيعة الزبيدي، أبو إسماعيل الكوفي، وهو صدوق كما في التقريب (ص ٢٠٨: ١٩٢١).
وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (٣/ ٣٣،٨٢) من طريق مطر بن خليفة، عن إسماعيل بن رجاء، به، بنحوه، وأحد ألفاظه: إن منكم من يقاتل على تأويله، كما قاتلت على تنزيله، قال: فقام أبو بكر وعمر، فقال: لا, ولكن خاصف النعل، وعلي يخطف نعله، قال الهيثمي في المجمع (٩/ ١٣٣): "رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة".
فالخلاصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بقتال عليّ الخوارج، ولهذا ترجم الإِمام ابن كثير على الحديث الأخير بقوله:"حديث في مدح علي رضي الله عنه على قتال الخوارج"، وسيأتي في الحديث رقم (٤٤٣٤) جملة من الأحاديث في هذا الموضوع.
وعليه فإن الجزء الأخير من حديث الباب حسن لغيره بهذه الشواهد.