= ٢١ - فقد أخرجه ابن عساكر (١٢/ ٦٤١)، من طريق يحيى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أبي بكر بن حفص، عن رجل، عن أبي اليسر (كعب بن عمرو) ويحيى بن سلمة قال عنه النسائي وغيره: متروك.
٢٢ - أخرجه ابن عساكر (١٢/ ٦٤٢)، من طريق أمه الأعلى بنت الخلف عن خالتها، عن عائشة.
قلت: ولا ريب أن هذا الحديث متواتر، فقد رواه جمع غفير من الصحابة وقد صرح بتواتره الإِمام ابن عبد البر فى الاستيعاب (٢/ ٤٧٤)، فقال:"وتواترت الآثار عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: تقتل عمارًا الفئة الباغية". وهذا من إخباره بالغيب، وإعلام نبوّته -صلى الله عليه وسلم- وهو من أصح الأحاديث".
وكذلك صرح بتواتره الذهبي في السير (١/ ٤٢١)، وابن حجر في الإِصابة (٢/ ٥٠٦)، وغيرهم من الأئمة.
وأما ما نقله ابن الجوزي في العلل (٢/ ٣٦٥)، عن الخلال أن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وأبا خيثمة، والمعيطي ذكروا هذا الحديث "تقتل عمارًا الفئة الباغية"، فقال أحمد: قد روي في عمار تقتله الفئة الباغية، ثمانية وعشرون حديثًا ليس فيها حديث صحيح، فقد نقل شيخ الإِسلام ابن تيمية عن أحمد ما يدل على أنه رجع عن قوله ذلك وصحح الحديث، فقال في منهاج السنَّة (٤/ ٤١٤)، "الحديث ثابت في الصحيحين، وقد صححه أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة، وإن كان قد روي عنه أنه ضعفه، فآخر الأمرين منه تصحيحه, قال يعقوب بن شيبة في مسنده في المكيين في مسند عمار بن ياسر لما ذكر أخبار عمار: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في عمار:"تقتلك الفئة الباغية"، فقال أحمد: قتلته الفئة الباغية كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا".