للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْبَحَ يزيد بن معاوية رضي الله عنه واسط الحسب في قريش، غَنِيٌ عن المال، غني (١) إلَّا عَنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- هو يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَسْتَرْعِ عَبْدًا رَعِيَّةً إلَّا وَهُوَ سَائِلُهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كيف صنع؟ وَإِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ (٢) يَا مُعَاوِيَةَ فِي أُمَّةِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ تَسْتَخْلِفُ عليها، قال: فأخذ معاوية رضي الله عنه ربوٌ ونفسٌ (٣) فِي غَدَاةٍ قَرٍّ، حَتَّى عَرَقَ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ مَلِيًّا، ثُمَّ أفاق، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّكَ امْرُؤٌ نَاصِحٌ، قُلْتَ بِرَأْيِكَ بَالِغَ مَا بَلَغَ، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إلَّا ابْنِي (٤) وَأَبْنَاؤُهُمْ، فَابْنِي أَحَقُّ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، حَاجَتُكَ؟ قَالَ: مَا لِي حَاجَةٌ، قَالَ: قُمْ، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ: إِنَّمَا جِئْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَضْرِبُ أَكْبَادَهَا مِنْ أَجْلِ كلمات، قال: ما جئت إلا للكلمات، فأمر لهم بجوائزهم، وأمر لعمرو بمثليها.


(١) في الأصل: "غني عن كل خير"، ولعل سقطت منه كلمة "إلَّا"، وهو في مسند أبي يعلى والزوائد: "غني إلَّا عن كل خير".
(٢) في الأصل: "أذكرك مع"، وهو تحريف، والصواب: "أذكرك الله"، كما في مسند أبي يعلى.
(٣) الربو: توتر النفس، والنفس: الريح تدخل حال التنفس، (النهاية ٢/ ١٩٢، المعجم الوسيط ٢/ ٩٤٠).
(٤) في الأصل: "إلَّا أبنائي"، ولعل الصواب: "إلَّا ابني، كما في مسند أبي يعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>