= به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن عملوا مما نهوا عنه قالوا: سيغفر لنا إنا لم نشرك بالله شيئًا، أمرهم كله طمع، ليس معه صدق، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ في دينه المداهن".
أخرجه الإِمام أحمد في الزهد (ص ٣٦٧) عن عبد الصمد، حدَّثنا هشام الدستوائي، عن جعفر يعني صاحب الأنماط، عن أبي العالية، به.
قلت: هذا أثر ضعيف، لأن فيه جعفر بن ميمون صاحب الأنماط، وهو "صدوق يخطئ" كما في التقريب (ص ١٤١: ٩٦١) أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين، وعليه فالأثر مقطوع.
ولقوله:(يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ في أنفسهم المداهن).
شاهد من حديث أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا اقترب الزمان، كثر لبس الطيالسة، وكثرت التجارة، وكثر المال ... ". الحديث، وفي آخره: "يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أمثلهم في ذلك الزمان المداهن".
أخرجه الحاكم (٤/ ٣٤٣) من طريق سيف بن مسكين الأسواري، ثنا المبارك بن فضالة، عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر الغفاري، عن أبيه، عن جده، به.
قال الحاكم: تفرّد به سيف بن مسكين. وتعقبه الذهبي بقوله: "وهو واه، ومنتصر وأبوه مجهولان".
قلت: أما منتصر بن عمارة بن أبي ذر وأبوه فلم أجد من ذكرهما، وأما سيف بن مسكين الأسواري السلمي البصري، فإنه ضعيف، قال عنه ابن حبّان: "يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعة، لا يحل الاحتجاج، به، لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها". انظر:(المجروحين ١/ ٣٤٧، الميزان ٢/ ٢٥٧، ٢٥٨).
ويشهد لبعض معناه حديث حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يدرس الإِسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدري ما صيام، ولا صلاة، ولا =