= شرح السنَّة (١٤/ ٣٤٥: ٤١٥٤)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(١/ ٢٤٥: ٦٩) كلهم من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به، بنحوه.
وأما حديث عبد العزيز الدراوردي: فقد أخرجه الترمذي مع تحفة الأحوذي (٦/ ٣٢٦: ٢٢٦١)، كتاب الفتن، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وابن ماجة في سننه (٢/ ١٣٤٢: ٤٠٤٢)، ونعيم بن حماد في الفتن (١/ ٤٩: ٧١) كلهم من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، به، بنحوه.
قلت: هذا الإِسناد رواته ثقات، ما عدا عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي، فإنه لم يوثقه غير ابن حبّان، ولهذا قال الحافظ في التقريب (ص ٣١١): "مقبول".
وعلى كل فإن الوجه الثاني يرويه إسماعيل بن جعفر وعبد العزيز الدراوردي هو الراجح وذلك لما يأتي.
أولًا: إنه يرويه إسماعيل بن جعفر، وتابعه عليه في الثاني عبد العزيز الدراوردي ولكنه تفرّد في الوجه الأول.
ثانيًا: إن المطلب بن عبد الله بن حنطب كثير الإِرسال، ولم أجد من صرح بسماعه من حذيفة بن اليمان في الوجه الأول.
وعليه فإن الوجهين لا يخلو واحد منهما عن ضعف، إلَّا أن الوجه الثاني هو الراجح لمتابعة عبد العزيز الدراوردي والحديث بمجموع الطرق حسن لغيره، والله أعلم.
ويشهد لمعنى الحديث أحاديث صحيحة منها ما يلي:
١ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا:"لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان، وتكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة".
أخرجه البخاري كما الفتح (١٣/ ٨٨: ٧١٢١)، ومسلم في صحيحه (٤/ ٢٢١٤: ١٧)، والإِمام أحمد في مسنده (٢/ ٣١٣). =