= بشير بن سلمان أخطأ في اسم شيخه فقال: سيار أبو الحكم، وإنما هو سيار أبو حمزة وهو الذي يروى عن طارق بن شهاب أبو الحكم ثقة، وأما أبو حمزة فمقبول كما في التقريب (ص ٢٦٢)، وقد نبّه على وهم بشير بن سلمان غير واحد من الأئمة. انظر: تهذيب الكمال (١/ ٥٦٥)(في ترجمة سيار أبي حمزة).
وعليه فإن هذا الإِسناد ضعيف لضعف سيار أبي حمزة الكوفي، وقد خفيت هذه العلة على الشيخين أحمد شاكر والألباني فصحّح كل منهما الحديث لذاته بإسناد الإِمام أحمد.
أما أحمد شاكر: ففي حاشيته على المسند (٥/ ٣٣٣: ٣٨٧٠) وأما الألباني ففي السلسلة الصحيحة (٢/ ٢٥٠: ٦٤٧).
وللحديث شاهد من حديث العداء بن خالد رضي الله عنه.
أخرجه الطبراني في الكبير (١٨/ ١٣: ١٧) عن أحمد بن عبد الله بن مهدي ثنا محمَّد بن مرزوق، ثنا فهد بن البختري بن شعيب، حدَّثني جدي، حدَّثني شعيب بن عمرو قال سمعت العداء بن خالد يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول:"لا تقوم الساعة حتى لا يسلّم الرجل إلَّا على من يعرف، وحتى تتخذ المساجد طرقًا، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى ترخص النساء والخيل، فلا تغلو إلى يوم القيامة.
وذكره الهيثمي في المجمع (٧/ ٣٢٩)، وقال: "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم".
فالخلاصة: أن الطرق المذكورة لحديث ابن مسعود كلها ضعيفة، لأنه لا يخلو واحد منها من ضعف إلَّا أن الحديث بمجموع الطرق حسن لغيره.
فقوله:(إن من أشراط الساعة أن يتخذ المساجد طرقًا) يشهد له الطريقان، الأولى والثالثة وحديث العداء بن خالد المتقدم، فيكون حسنًا لغيره.
وقوله: "وأن يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة" يشهد له جميع الطرق المتقدمة وحديث العداء بن خالد. =