= الوجه الثاني: رواه سفيان بن عيينة، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ موقوفًا.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ٥٨١: ٦٧٤١)، عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٩/ ٢٢٨)، والبيهقي في "عذاب القبر"(ص ٧٢: ٧٣)، من طريق سفيان بن عيينة به، ولفظه: عن أبي سعيد الخدري في قوله: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.
الوجه الثالث: رواه ابن أبي هلال، عن أبي حازم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مباشرة موقوفًا.
أخرجه الطبري في تفسير (٩/ ٢٢٨) من طريق الليث، قال: ثنا خالد بن زيد، عن ابن أبي هلال، عن أبي حازم به، عن أبي سعيد كان يقول: المعيشة الضنك: عذاب القبر، إنه يسلّط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينًا، تنهشه وتخدش لحمه حتى يبعث، وكان يقال: لو أن تنينًا منها نفخ الأرض لم تنبت زرعًا".
الوجه الرابع: رواه حماد بن سلمة، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عياش، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بنحوه. أخرجه الحاكم (٢/ ٣٨١)، ومن طريقه البيهقي في "عذاب القبر" (ص ٧١) من طريق إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة به.
قلت: يظهر بعد النظر في الطرق المتقدمة أن الوجه الأول هو الراجح، لأنه رواه جماعة ثقات منهم حماد بن سلمة، وابن أبي حازم، وغيرهما، أما الوجه الثاني، فقد تفرّد به سفيان بن عيينة، وهو وإن كان ثقة، ولكنه خالف الجماعة، وأما الوجه الثالث فقد تفرّد به سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم وهو صدوق، لكنه اختلط كما في التقريب (ص ٢٤٢)، وأما الوجه الرابع فقد تفرّد به أيضًا حماد بن سلمة.
فالخلاصة أن أثر الباب بهذه المتابعات صحيح لغيره، والله أعلم إلَّا أنه موقوف على أبي سعيد الخدري. =