= ولفظه:"ليخرجن الله من النار قومًا منتنين" فذكره بلفظه.
فالخلاصة أن مدار هذا الإِسناد على حماد بن أبي سليمان وهو صدوق، وقد تابعه أبو مالك الأشجعي.
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص ٥٦)، حدَّثنا أبو عوانة، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:(أحيانًا يرفعه وأحيانًا لا يرفعه) قال: "ليخرجن قوم من النار منتنين قد محشتهم النار، فيدخلون الجنة برحمة الله وشفاعة الشافعين فيسمون الجهنميين".
قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وهو متابعة صحيحة لحديث الباب.
وعليه فإن حديث الباب بهذه المتابعة يرتقي إلى الصحيح لغيره.
وله شواهد صحيحة أخرى من حديث أنس بن مالك، وعمران بن حصين رضي الله عنهما وغيرهما.
١ - حديث أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال:"ليصيبن أقوامًا سفع من النار بذنوب أصابوها، عقوبة، ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته، يقال لهم: الجهنميون".
أخرجه البخاري كما في الفتح (١٣/ ٤٤٤: ٧٤٥٥)، كتاب التوحيد باب ما جاء في قول الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)}، وفي كتاب الرقاق (١١/ ٤٢٤: ٦٥٥٩)، باب صفة الجنة والنار.
٢ - حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:"يخرج قوم من النار بشفاعة محمَّد -صلى الله عليه وسلم- فيدخلون الجنة، يسمون الجهنميين".
أخرجه البخاري كما في الفتح (١١/ ٤٢٥: ٦٥٦٦)، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم كلها شواهد صحيحة تقدم تخريجها في الحديث السابق.