للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومعلوم أن أمر القضاء صعب بحيث لا يمكن أن يتولاه إلَاّ من كان له باع في الفقه وعلوم الشرع، مما يدل على أن المترجم له كان على درجة من العلم والتقوى والصلاح وحسن التدبير.

ولم تشر المصادر إلى السنة التي كان فيها ذلك، ولا إلى المدة التي مكثها في عدن غير أن هناك بعض القرائن التي يمكن أن نقارب من التحديد عن طريقها: فإذا جمعنا ما جاء عنه من تحديد السنوات التي اختلف فيها إلى ابن عيينة وعددها (١٨) سنة، مع تاريخ قدوم ابن عيينة إلى مكة، وهو (١٦٣) (١)، ووفاة ابن عيينة سنة (١٩٨)، ومداومة العدني على الطواف ستين سنة، وكونه عاش (٩٠) سنة يمكن أن يقال:

على اعتبار أن ملازمته لابن عيينة كانت متصلة فإنه يكون سمع منه وقت قدومه سنة (١٦٣) إلى سنة (١٨١) ثم تولى القضاء في عدن حين بلغ من العمر نحو ثلاثين سنة، ثم مكث في القضاء مدة سنتين تقريبًا عاد بعدهما إلى مكة سنة (١٨٣) وابتداء منها بعد ستين سنة تكون هي المقصودة بمواصلته ومواظبته على الطواف بالبيت إلى سنة (٢٤٣) وهي السنة التي تذكر المصادر أنه توفي فيها (٢).

ويمكن أن يضاف إلى ما سبق: أن هارون الرشيد في خلافته حَجّ بالناس ثماني مرات (٣)، وكلها في حياة العدني، وهي:


(١) تهذيب التهذيب (٤/ ١٢٢).
(٢) وأشار إلى نحو هذا الشيخ حمد الجابري في مقدمة تحقيق كتاب الإيمان للعدني (ص ٣٢) وذكر افتراضًا تخر أراه ممتنعًا -والله أعلم-، واستفدت من تحقيقه في هذه المسألة -جزاه الله خيرًا-.
(٣) انظر: البداية والنهاية (١٠/ ١٦١) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>