= كتاب الصلاة، باب تخفيف الإِمام؛ وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٢١٨).
من طرق عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم البزار صاعقة، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا عبد الجبار بن العباس، عن عمار الدهني، عن إبراهيم التيمي، قال: (كان أبي قد ترك الصلاة معنا. قلت: مالك لا تصلي معنا؟ قال: إنكم تخففون الصلاة، قلت: فأين قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن فيكم الضعيف والكبير وذا الحاجة"؟ قال: قد سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك، ثم صلى بنا ثلاثة أضعاف ما تصلون". وفي إحدى روايتي الطبراني في الأوسط:(قد سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك، وكان يمكث في الركوع والسجود).
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عمار الدهني إلَّا عبد الجبار، تفرد به أبو أحمد. اهـ.
وقال الهيثمي (المجمع ٢/ ٧٣): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله موثقون. اهـ. وقال الألباني في تعليقه على ابن خزيمة: إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري، غير عبد الجبار بن العباس، وهو ثقة، ولا اعتداد بما تكلم فيه. اهـ.
قلت: عبد الجبار بن العباس، الشبامي الكوفي، قال فيه أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، وكان يتشيع. اهـ. وقال ابن معين: ليس به بأس. اهـ. وقال العجلي: صويلح لا بأس به. اهـ. وقال البزار: أحاديثه مستقيمة إن شاء الله. اهـ.
ووثقه أبو حاتم. وقال أبو نعيم: لم يكن بالكوفة أكذب منه. اهـ. قلت: أبو نعيم أعلم الناس بحاله فقد كان أحد شيوخه، لكن لعل هذا منه على سبيل المبالغة، وأن ذلك في غير الحديث إن ثبت. والراجح عندي ما قرره الإمامان الذهبي وابن حجر، وهو أنه: شيعي صدوق. فلا أراه يرتفع عن ذلك إن لم ينزل، وقد قال فيه ابن حبان أيضًا: كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الثقات. اهـ.
(تاريخ ابن معين ٢/ ٣٤٠؛ الجرح ٦/ ٣١؛ المجروحين ٢/ ١٥٩؛ الميزان=