الحديث بهذا الإسناد فيه عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو ضعيف منكر الحديث، وقد تركه غير واحد، وإن أبو أسامة يغلط في اسمه فيسميه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما هو ابن تميم، كما بين ذلك الأئمة.
والقاسم بن مخيمرة لم أر من ذكر له رواية عن سلمان الفارسي، بل قال ابن معين: لم أسمع أنه سمع من أحد مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. اهـ. ورجح ابن حبان عدم سماعه من أبي موسى الأشعري، وذكره في أتباع التابعين.
وسلمان رضي الله عنه متقدم الوفاة، فقد مات في سنة ثلاث وثلاثين.
فلا أراه سمع منه.
وعليه فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا.
وله شواهد عن عدد من الصحابة، منها:
١ - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون".
رواه الترمذي (٢/ ١٩٣: ٣٦٠)؛ وابن أبي شيبة (١/ ٤٠٨)؛ والطبراني في الكبير (٨/ ٣٤٠، ٣٤٣: ٨٠٩٠، ٨٠٩٨)؛ والبغوي في شرح السنة (٣/ ٤٠٤: ٨٣٨).
من طريق حسين بن واقد، حدثنا أبو غالب، به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. اهـ.
قال أحمد شاكر: بل هو حديث صحيح، فإن أبا غالب ثقة، وثقه موسى ابن هارون، والدارقطني. اهـ.
قلت: لكن ضعّفه آخرون، والذي ترجح عندي في حاله. أنه صدوق يخطئ فحديثه هذا إنما هو حسن بشواهده.=