للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت المدن التي يقصدها المُحدثون هي: مَكة المُكَرمة، والمدينة المُنَورة، والكوفة، والبَصرة، والشام، واليمن، ومصر، وبلاد ما وراء النهر، وغيرها من المدن المشهورة التي يكثر فيها العلماء، وتنثط فيها الرواية.

والحارث بن أبي أسامة -رحمه الله- من أولئك الذين حرصوا على الرحلة، وإن كان أكثر الذين روى عنهم قد وردوا بغداد، أو كانوا مِن أهلها، غير أن المصادر لا تُصَرِّح برحلاته، وإنما يمكن معرفة ذلك بدراسة أحوال بعض شيوخه، وفيما يلي بيان لبعض رحلاته:

رحلته إلى مكة المكرمة:

ثَبَتَت رحلة الحارث -رحمه الله- إلى مَكة، ولا ندري كم كرة دخلها لكنه قد سجل وجوده فيها سنة (٢٠٩ هـ) روى ذلك عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي (١)، قال: حَدثنا الحارث، حَدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي البصري (٢) بِمَكة سنة تسع ومائتين ... ثم ذكر بقِية السَّنَد (٣).

ومِمن التَقى بهم عبد الله بن يزيد المُقرىء (٤)، فإنه سافر إليها سنة


(١) هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الثاني الجَبّلِي، يروي عن محمد بن الجهم السِّمَّرِي وأبي قلابة وإسماعيل القاضي وغيرهم. قال الدارقطني: كان ثقة مأمونًا، تُوُفِّى سنة (٣٥٤ هـ). انظر: المؤتلف والمختلف (٢/ ٩٥٣)؛ والإكمال (٣/ ٢٢٧) والأنساب (٣/ ١٨٣).
(٢) محمد بن عبد الملك الأزدي البصري، أبو جابر نزيل مكة، مشهور بكنيته. قال أبو حاتم الرازي: أَدْركته وليس بقوي، وذكره ابن حِبان في الثقات. انظر: التهذيب (٩/ ١٣٨).
(٣) الغيلانيات (ق/ ٧٨).
(٤) هو عبد الله بن يزيد المكي، أبو عبد الرحمن المقرئ، أصله من البصرة أو الأهواز ثقة، فاضل، أقرأ القرآن نيفًا وسبعين سنة، وقعد بمكة يُقرِىء القرآن خمسًا وثلاثين سنة، من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقد قارب المائة، وهو من كبار شيوخ البخاري.
انظر: السير (١٠/ ١٦٦)؛ والتهذيب (٦/ ٨٣)؛ والتقريب (ص ٣٣٠)، رقم (٣٧١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>