= وتكبرون عشرًا". ثم قال: تابعه عبيد الله بن عمر عن سمي: -أي تابع ورقاء راويه عن سمي- ورواه ابن عجلان عن سمي، ورجاء بن حيوة، ورواه جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أبي صالح عن أبي الدرداء.
ورواه سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-. اهـ.
قلت: فهذا شاهد لحديث أم مالك رضي الله عنها، وقد صحت الأحاديث أيضًا بغير هذا العدد، ورواية سهيل التي أشار إليها البخاري رحمه الله ستأتي، وفيها ثلاث وثلاثون تسبيحة وتحميدة وتكبيرة.
وقد أشار الحافظ إلى هذا الاختلاف قال -بعد أن سرد الروايات المختلفة-: (وهذا اختلاف شديد على سهيل، والمعتمد في ذلك رواية سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة والله أعلم). اهـ. (١١/ ١٣٥): الفتح.
ورواية سمي توافق رواية أم مالك رضي الله عنها، أما الرواية الثانية فهي:
ما أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (٢/ ٣٢٥: ٨٤٣) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "جاء الفقراء إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا:"ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى، والنعيم المقيم يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدقون، قال: ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه، إلَّا من عمل مثله: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونكبر أربعًا وثلاثين، فرجعت إليه، فقال: تقول سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثون". اهـ.
وأخرج هذا الحديث مسلم. انظر: صحيحه مع شرح النووي (٥/ ٩٣): باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته.
وانظر: الأذكار للنووي (ص٨٠)، باب الأذكار بعد الصلاة.