= (فيه عكرمة بن إبراهيم: لعله الموصلي الأزدي، وهو ضعيف، انظر: الميزان (٣/ ٨٩ - ٩٠)، وفيه محمد بن محمد بن سليمان، قال الدارقطني مُخَلِّط مدلس يكتب عن بعض أصحابه ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة، وهو كثير الخطأ رحمه الله تعالى). اهـ.
قلت: فإسناده إذًا ضعيف.
وعليه ففيه، وفيما تقدم من الروايات مسائل:
١ - في رواية أبي يعلى ومن روى من طريقه: عموم هذا الذكر، وأنه يقال (دبركل صلاة): وهذا المعنى لا أعلمه إلَّا من هذا الطريق الذي فيه عمرو بن الحصين فهو ضعيف جدًا ولا يقبل الاعتضاد، وكذا في الطريق الذي أخرجه الطبراني في الصغير وإسناده ضعيف كما تقدم، ولم أجد ما يعضده وعليه فتبقى على ضعفها أيضًا.
٢ - الشاهد الذي مضى عند ابن السني من حديث معاذ رضي الله عنه فيه أنه يقال (بعد الفجر ثلاث مرات، وبعد العصر ثلاث مرات).
فأما كونه يقال بعد الفجر والعصر فوروده في هذا الطريق بهاتين الصلاتين يجمع ضعف هذه الرواية -أعني رواية حديث معاذ- مع رواية الطبراني والتي فيها دبركل صلاة فيشهد هذا الحديث لما جاء به دون غيره -أعني كونه يقال بعد الفجر والعصر- وتبقى الصلوات الباقية لا يقال بعدها لعدم اعتضاد الرواية الواردة فيها.
ولوروده في هذه الرواية في الفجر والعصر وجه؛ ففيهما يتعاقب ملائكة الليل والنهار كما جاء في الحديث، والفجر بداية النهار، والعصر فيه تنزل ملائكة الليل وتصعد ملائكة النهار وهو آخره، والاستغفار ثلاثًا بقوله (أستغفر الله) ثابت ومعروف أنه يقال دبر الصلاة، والذي فيه الكلام هو هذا اللفظ الموجود في الحديث.
قوله (وإن كان فَرَّ من الزحف) ورد في طريق أبي يعلى ومن روى عنه: وهو كما تقدم ضعيف جدًا، وفي طريق الطبراني وإسناده ضعيف وليس في حديث معاذ بل جاء فيه (وإن كانت مثل زبد البحر) وهذا معروف بالأحاديث الصحيحة.=