= فيزور قبر الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويصلي عليه، ويصنع من ذلك ما انتهره عليه علي بن الحسين فقال له علي بن الحسين: ما يحملك على هذا؟ قال علي بن الحسين: هل لك أن أحدثك حديثًا عن أبي؟ قال: نعم، فقال له علي بن حسين: أخبرني أبي عن جدي أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليّ وسلموا حيثما كنتم، فسيبلغني سلامكم وصلاتكم".
قال المحقق الشيخ الألباني: حديث صحيح بطرقه وشواهده. اهـ.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ٥٧٧: ٦٧٢٦): قال:
عن الثوري عن ابن عجلان عن رجل يقال له سهيل عن الحسن بن الحسن بن علي قال: رأى قومًا عند القبر فنهاهم، وقال: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي حيثما كنتم فإِن صلاتكم تبلغني".
وسهيل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٢٤٩: ١٠٧١): فقال:
سهيل روى عن الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عنه: روى عنه محمد بن عجلان، وسفيان الثوري. اهـ. مختصرًا.
ومحمد بن عجلان إذا توبع حديثه في أعلى درجات الحسن، وسفيان وإن كان هنا أخذ عنه بواسطة، إلَّا أن ظاهر كلام ابن أبي حاتم أنه روى عنه مباشرة.
وقد تقدم في الطريق الأول برقم (٣٠) عند القاضي إسماعيل أنه روى عنه عبد العزيز بن محمد، وذكر الألباني في هامش تحذير الساجد (ص ٩٦/ ٢): أن له تلميذًا آخر هو: إسماعيل بن علية وعزاه لابن خزيمة في حديث "علي بن حجر" ثم قال: (وهذه فائدة عزيزة لا تجدها في كتب الرجال، فقد روى عنه ثلاثة من الثقات، فهو معروف غير مجهول والله أعلم). اهـ.
قلت: والرابع مضى أنه عبد العزيز بن محمد، لكن لم أر بيانًا لحاله -أعني سهيلًا- من القوة أو الضعف.
ومع هذا فالحديث بمتابعاته لا يقل عن الصحيح لغيره، والله أعلم.=