= وفي (٢/ ٣٥) قال: حدثنا مسعر، عن ثابت بن عبيد قال: صليت خلف المغيرة بن شعبة فقام في الركعتين فلم يجلس، فلما فرغ سجد سجدتين".
وانظر الكبرى للبيهقي (٢/ ٣٤٤)، والمعرفة له (١/ ق ٢٤٩/ أ).
وذكره البوصيري في الإِتحاف (٢/ ق ٨٥/ ب) من الطريق الأخير لابن أبي شيبة، من حديث المغيرة نحوه وعزاه لأحمد بن منيع، وعن سعد أيضًا قال:
رواه أحمد بن منيع واللفظ له، ورجاله ثقات، والبزار، ورواه أبو يعلى مرفوعًا وموقوفًا. اهـ.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ١٥١): وقال: رواه أبو يعلى أيضًا ورجاله رجال الصحيح والمقصود أن روايات هذا الحديث جاءت متعارضة من وجهين:
الرفع، والوقف، واختلف الوقف بين سعد والمغيرة.
في رواياته عن سعد كان قبل التسليم، وفي بعضها عن المغيرة بعد التسليم.
فأما الوجه الأول فإِنه غير ممتنع أن يقع لسعد، والمغيرة موقوفًا من فعلهما، وأن يكون وقع للنبي -صلى الله عليه وسلم- معهما في جمع من الصحابة أثناء صلاته بهم.
كما وقع فيما نقله عبد الله بن بحينة فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما وتقدم في الذي قبله.
وأما الوجه الثاني: فيظهر لي أن رواية (بعد التسليم) مرجوحة وهذا المسلك سلكه البيهقي: فقال في المعرفة (١/ ق ٢٤٨/ أ): (وروي عن المغيرة بن شعبة في هذه القصة أنه سجدهما بعد السلام وإسناد حديث ابن بحينة أصح، ومع حديثه حديث معاوية، وعقبة بن عامر والعدد أولى بالحفظ من الواحد ...). اهـ. ونحوه في الكبرى (٢/ ٣٤٤). وحديث معاوية يأتي بعد حديثين، وحديث عقبة هو الحديث السابق.