= مسعود- متى أنزلت هذه الآية؟ فإنّي لم أسمعها إلَّا الساعة؟ فقال عبد الله: سبحان الله. فسكت الرجل ثم تلا آية أخرى. فقال الرجل لعبد الله مثل ذلك. فقال عبد الله: سبحان الله. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الصلاة قال ابن مسعود للرجل: إنك لم تجمع معنا. قال: سبحان الله. قال؟ فذهب إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ له ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صدق ابن أم عبد ... صدق ابن أم عبد".
وهذا إِسناد ضعيف؛ الحسين بن عيسى الحنفي قال الحافظ في التقريب (١٦٨: ١٣٤١): ضعيف.
قال البيهقي (٣/ ٢٢٠): [وليس في الباب أصح من الحديث الذي ذكرنا إِسناده والله أعلم، وقد رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن مرسلًا بين أُبيّ ذر وبين أُبيّ بن كعب في شيء سأله عنه، وأسنده مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أُبيّ سَلَمَةَ، عَنْ أُبيّ هريرة].
قلت: يريد بذلك الحديث: حديث أُبيّ ذر، إذ القصة بينه وبين أُبيّ بن كعب.
ويُرَجِّح ذلك بالإضافة إلى ما ذكره البيهقي:
- أن الحديث رواه خمسة من الصحابة:
* حديث جابر: وفيه أنَّ القصة بين ابن مسعود وأُبيّ.
* حديث اُبيّ: وله وجهان:
أن القصة بين أُبيّ وأبي ذر.
أن القصة بين أبي الدرداء وأُبيّ.
* حديث أبي هريرة: وفيه أن القصة بين أُبيّ وأبي ذر.
* حديث أبي ذر: أن القصة بين أُبيّ وأبي ذر.
* حديث ابن عباس: وفيه أن القصة بين رجل غير مسمى وبين عبد الله بن مسعود، وإسناده ضعيف.
وأكثر هذه الطرق عن الصحابة على أنها بين أُبيّ وأبِي ذر، بالإضافة إلى أنها أصح من غيرها. والله أعلم.=