= رأيت الحسن البصري دخل يوم الجمعة وابن هبيرة يخطب، فصلّى ركعتين في مؤخر المسجد، ثم جلس. وإسناده صحيح؛ رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.
وعلى ذلك فالأثر صحيح لغيره.
وأخرجه عبد الرزّاق في مصنَّفه في كتاب الجمعة: باب الرجل يجيء والإمام يخطب (٣/ ٢٤٤: ٥٥١٥) بنحوه: عن الثوري، عن ربيع، عن الحسن قال:"رأيته صلى ركعتين والإمام يخطب يوم الجمعة". وهذا إِسناد ضعيف؛ الربيع بن صَبِيح -بفتح المهملة وكسر الموحدة- ضعيف، ذكره البخاري في الضعفاء الصغير (٤٧)، وقال: كان يحيى القطان لا يحدث عنه.
وقد تابع عبد الرزاق: محمد بن يوسف أخرجه الدارمي: باب فيمن دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب (١/ ٣٦٤)، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان به، نحوه.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه: باب الرجل يجيء يوم الجمعة والإمام يخطب يصلي ركعتين (٢/ ١١٠)، قال:"حدثنا حفص، عن حماد بن أبي الدرداء، عن الحسن أنه كان يصلي ركعتين والإمام يخطب".
وإسناده صحيح.
ورواه أيضًا عن أزهر، عن ابن عون قال: فذكره بمثله. وإسناده صحيح أيضًا.
وبالجملة فالمتن بمجموع هذه الطرق صحيح.
وله أصل في الصحيح، مستنبط من فعل سُلَيْك الغَطَفَانِي، في حديث جابر رضي الله عنه قال: جاء سُلَيْك الغطفاني يوم الجمعة وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فقال له: يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما.
أخرجه مسلم (٢/ ٥٩٧).
وأصله في الصحيحين دون تسمية سُلَيْك. رواه البخاري (٢/ ٤٠٧ فتح)، ومسلم (٢/ ٥٩٦).