= ٧ - والحديث أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٣/ ١٦٥)"باب من لم يشهد الجمعة"، قال: عن مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ رجل من أصحاب النبي قال: -لا أعلمه إلا رفع الحديث إلى النبي قال-: "من سمع الأذان ثلاث جمعات ثم لم يحضر كتب من المنافقين".
وهذا إِسناد ضعيف: يحيى بن أبي كثير، وإن كان ثقة إلا أنه كان يدلس -كما في التقريب (٥٩٦: ٧٦٣٢) -، وهو في المرتبة الثالثة -كما في جامع التحصيل (ص ٣٦٩) -، وهؤلاء لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعنه هنا.
٨ - وقد رواه مالك في الموطأ (٥٩: ٢٤٣) مع التردد في رفعه فقال: عن صفوان بن سليم -قال مالك: لا أدري أعن النبي أم لا- أنه قال:"من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير عذر ولا علة طبع الله على قلبه".
قلت: وهذا إِسناد منقطع، صفوان بن سليم من التابعين، فضلًا عن التردد في رفعه.
-والحديث قد ورد عن أبي هريرة وابن عمر موقوفًا. أخرجه سعيد بن منصور -كما في "اللمعة في خصائص الجمعة"، للسيوطي (ص ٤٩) -.
وعن ابن عباس، وبيانه في الحديث التالي برقم (٧١٨).
وفي الباب عن ابن أبي أوفى وعائشة وغيرهما، وتكلم على هذه الشواهد ابن الملقن في البدر المنبر (١/ ١٦٤ /ب)، والزبيدي في شرح إحياء علوم الدين (٣/ ٢١٤) بتوسع فلتراجع.