= نحن إلى التخفيف أفقر. فقالوا: تقدم أنت يا أبا عبد الله فصل بنا. فقال: أنتم بنو إسماعيل الأئمة ونحن الوزراء.
والأثر أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (٢/ ٤٤٧)، وعبد الرزاق (٢/ ٥٢٠: ٤٢٨٣)، ومن طريقه أخرجه: الطبراني في الكبير (٦/ ٢١٧: ٦٠٥٣)، والبيهقي (٣/ ١٤٤) عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي، قال: فذكره بنحو رواية الباب.
قال الهيثمي في الزوائد (٢/ ١٥٦): وأبو ليلى الكندي ضعّفه ابن معين.
قلت: وهذا منه وهم رحمه الله، فإِن أبا ليلى الكندي الذي ضعفه ابن معين هو الذي يروي عن سويد بن غفلة، وعنه عثمان بن أبي زرعة. قال الحاكم أبو أحمد: ولم نقف على اسمه.
وأما أبو ليلى الكندي هذا -الذي في إسنادنا- فمن رجال أبي داود، وابن ماجه، وهو ثقة، وثقه ابن معين والعجلي.
وقد حكى التفريق بينهما الحافظ ابن حجر، ومِن قبله الذهبي، فراجعه في: الميزان (٤/ ٥٥٦)، التهذيب (١٢/ ٢١٦).
لكن في الإِسناد علة أخرى، وهي عنعنة أبي إسحاق وهو السبيعي وهو مدلس مشهور بذلك، عده ابن حجر ضمن الطبقة الثالثة، ولا تقبل روايته إلَّا إذا صرح بالسماع -كما سبق بيانه في الحكم على الحديث رقم (٧٢٥) -. وعلى ذلك فالإسناد هذا أيضًا ضعيف، لكن الأثر بمجموع هذين الطريقين يكون حسنًا لغيره، والله أعلم.