للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= ومما سبق نلاحظ أن الحديث قد اختلف في وصله وإرساله، وأن من أرسله -وهو شعبة- ثقة، ومن وصله -وهو محمد بن أبي ليلى- ضعيف، وبناء على ذلك فرواية الإِرسال صحيحة، ورواية الوَصل ضعيفة، فترجح رواية الإِرسال على الوصل، وعلى ذلك فالحديث صحيح مرسلًا، وضعيف متصلًا.

لكن رواية الوصل يشهد لها حديثان آخران:

١ - حديث أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يجمع بين الصلاتين

في السفر"، أخرجه البزار وهذا لفظه -كما في كشف الأستار (١/ ٣٣٠) - قال:

حدثنا إبراهيم بن هانيء حدثنا محمد بن عبد الواهب، حدثنا أبو شهاب، عن عوف، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ... فذكره.

قال البزار: لا نعلمه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، ومحمد ثقة مشهور بالعبادة.

وأخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (ق: ٨٤: ب) - قال: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا محمد بن عبد الواهب به.

ولفظه: "جمع رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، أخر المغرب وعجل العشاء فصلاهما جميعًا". قال الطبراني: لم يروه عن أبي نضرة إلَّا عوف، تفرد به عبد الواهب.

قال الهيثمي في الزوائد (٢/ ١٥٩): [رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به محمد بن عبد الواهب الحارثي، ورواه البزار مختصرًا "كان يجمع بين الصلاتين في السفر" وقال: لا نعلمه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، ومحمد بن عبد الوهاب ثقة مشهور بالعبادة.

قلت: وبقية رجاله ثقات].

قلت: وأبو شهاب هو الحناظ الأصغر، واسمه عبد ربه بن نافع وهو صدوق يهم -كما في التقريب (٣٣٥: ٣٧٩٠) -، وعلى ذلك فالإسناد حسن.=

<<  <  ج: ص:  >  >>