= أبي شيبة-: أخبرنا أبو هارون به. وكذا أخرجه عبد بن حميد، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ به.
وسنده ضعيف جدًا، لأن مداره على أبي هارون، وقد علمت ما فيه.
وقد جاء أصله مرفوعًا عن أنس، وموقوفًا على ابن عمر.
أما حديث أنس فمن رواية يحيى بن يزيد الهنائي، قال: سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة، فقال: كان رسول الله إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ (شعبة الشاك) صلى ركعتين.
أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين (٢/ ١٤٥)، وأبو عوانة في مسنده باب بيان التوقيت في قصر الصلاة (٢/ ٣٤٦)، وأبو داود باب متى يقصر المسافر (٢/ ٨: ١٢٠١)، وابن أبي شيبة في مصنفه باب في مسيرة كم يقصر الصلاة (٢/ ٤٤٣)، والبيهقي في سننه باب لا يقصر الذي يريد السفر حتى يخرج من بيوت القرية ... (٣/ ١٤٦)، وأحمد في مسنده (٣/ ١٢٩)، وزادا بعد قوله:"عن قصر الصلاة" قال: "كنت أخرج إلى الكوفة فأصلي ركعتين حتى أرجع".
والثلاثة أميال تساوي فرسخًا -كما في القاموس (١٣٦٩) -.
وأما أثر ابن عمر قال:"تقصر الصلاة في مسيرة ثلاثة أميال".
أخرجه ابن أبي شيبة، باب في مسيرة كم يقصر الصلاة (٢/ ٤٤٣)، عن محمد بن زيد بن خليدة، عق ابن عمر به.
وإسناده رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن زيد بن خليدة، فقد روى عنه جماعة من الثقات -كما في الجرح والتعديل (٧/ ٤٥٦) -، وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٣٧٠) فهو يشبه أن يكون مجهول الحال، وذِكْر ابن حبان له في الثقات لا يكفي.
وعليه فالإسناد محتمل التحسين، وتساهل الشيخ الألباني في إرواء الغليل (٣/ ١٨) فصححه.
وبالجملة فالمتن ثابت مرفوعًا من حديث أنس، وموقوفًا عن ابن عمر رضي الله عنه، والله سبحانه الموفق.