أصله في صحيح البخاري (٣/ ٢٥٢ فتح)، قال: حدثنا معلى بن أسد، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:"دَخَلْتُ عَلَى أبي بكر رضي الله عنه فقال: في كم كفنتم النبي -صلي الله عليه وسلم-؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها: في أي يوم تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قالت: يوم الإثنين. قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الإثنين. قال: أرجو فيما بيني وبين الليل.
فنظر إلى ثوب عليه كان يمرّض فيه، به ردع من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيهما. قلت: إن هذا خلق. قال: إن الحي أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهلة. فلم يُتوفّ حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح".
ولفظ الباب زيادة أخرجه أبو نعيم في المستخرج -كما في فتح الباري (٣/ ٢٥٣) - من طريق وهيب بهذا الوجه أيضاً.
وتابع وهيباً: معمر، عن هشام به، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٣/ ٥٦٣).
ولفظه: عن عائشة: أن أبا بكر أخذته غشية الموت. فبكت عليه -يعني عائشة- ببيت من الشعر:
من لا يزال دمعه مصنعاً ... لا بد يوماً أنه مهراق
قال: فأفاق. قال: بل {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. وسنده صحيح.
وتابعه ابن جريج، عن هشام بن عروة به، أخرجه عبد الرزاق أيضاً في مصنفه (٣/ ٥٦٣) بلفظ معمر سواء. وابن جريج مدلس وقد عنعنه.
وتابعه: حماد بن أسامة، عن هشام بن عروة به. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٣/ ١٩٧)، قال: أخبرنا حماد به.