= إبراهيم، عن علقمة، قال: سمعت عبد الله يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: إن نفس المؤمن تخرج رشحًا، ولا أحب موتًا كموت الحمار. قيل: وما موت الحمار؟ قال: موت الفجاة. وفيه ابن مصك وقد تقدم بيان حاله في هذا الحديث وهو ضعيف يكاد أن يترك. وأخرج الشطر الأخير من المرفوع أبو نعيم في حلية الأولياء (٤/ ٢٣٥)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (٢/ ٨٩٢)، وكذا أخرجه الطبراني في الكبير (١٠/ ١١٠)، والأسط -كما في مجمع البحرين (١/ ١٠٨: أ) -، وأعله الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٣٢٥) بحسام بن مصك فأصاب، وأعلّه ابن الجوزي بأبي معشر وحسام فأخطأ، إذ إن أبا معشر ثقة، احتج به مسلم -كما في ترجمته في التهذيب (٣/ ٣٨٢) - فالضعف في حسام فقط، والله أعلم.
وأخرج الطبراني في الكبير (١٠/ ٩٦) من طريق القاسم بن مُطَيّب العجلي، حدثني الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إن نفس المؤمن تخرج رشحًا، وإن نفس الكافر تسيل كما تخرج نفس الحمار، وإن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت لِيُكَفَّر بها، وإن الكافر ليعمل الحسنة، فيسهل عليه عند الموت ليجزى بها".
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٣٢٦): وفيه القاسم بن مطيّب وهو ضعيف.
قلت: قال فيه ابن حِبان -في المجروحين (٢/ ٢١٣) -: كان يخطئ كثيرًا فاستحق الترك. وانظر ترجمته في التهذيب (٨/ ٣٣٨)، والتقريب (٤٥٢: ٥٤٩٦).
لكن أخرجه وكيع في الزهد (١/ ٣١٧) موقوفًا. قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إن المؤمن ليعمل السيئة، فيشدد عليه بها عند موته ليكون بها، وإن الفاجر ليعمل الحسنة فيخفف بها عليه عند موته ليكون بها.
وإسناده صحيح رجاله ثقات.
وبالجملة فلم يصحّ من الحديث إلَّا التشديد على الميت عند الموت، موقوفًا عن ابن مسعود والله أعلم.