= وقد تابع زيادًا القاسم بن مطيب، عن الحسن البصري، عن قيس بن عاصم السعدي فذكره نحو لفظ زياد.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٢٤٥: ٩٥٣)، والبزار -كما في كشف الأستار (٣/ ٢٧٧: ٢٧٤٤) -.
وسنده ضعيف جدًا، فيه القاسم بن مطيب وهو متروك.
وتابعه أيضًا: أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عاصم المنقري، أنه قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلما رآه قال: هذا سيد أهل الوبر. قال: فسلمت عليه. ثم قلت: يا رسول الله، المال الذي لا تبعة علي فيه، في ضيف أضياف، أو عيال وإن كثروا.
قال:"نِعْمَ المال الأربعون، وإن أكثر فستون، ويل لأصحاب المئين، ويل لأصحاب المئين، إلَّا من أدى حق الله في رِسْلها وبجدتها، وأطرق فحلها، وأقفر ظهرها، وأحمل على ظهرها، ومنح عزيزتها، ونحر سمينها، وأطعم القانع والمعتر. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الأخلاق وأحسنها، أما إنه ليس يحل بالوادي الذي أنا به أحد له مثل كثرة إبلي. قال: كيف تصنع بالمنيحة؟ قلت: تغدوا الإبل ولا تغدوا الناس، فمن شاء أخذ برأس بعيره، فذهب به. فقال: يا قيس، أمالُك أحب إليك أم مال مولاك؟ قلت: لا بَلْ مَالِي. قَالَ: فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أعطيت فأمضيت، وما بقي فلورثتك. قلت: يا رسول الله، لَئِنْ بَقِيتُ لَأَدَعَنَّ عِدتها قَلِيلًا".
قَالَ الْحَسَنُ: ففعل رحمه الله. فلما حضرته الوفاة دعى بنيه فقال: "يا بني خذوا عني، فإِنه لا أَحَدَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي. إِذَا أَنَا مُتُّ فسوّدوا كبيركم ولا تسوِّدوا صغيركم، فتستسفه الناس، وعليكم بإصلاح الْمَالِ، فإِنه مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللئيم، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء، ولم يسأل أحد إلَّا وترك كسبه، وكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم، وإياكم والنياحة، فإني سمعت رسول الله ينهى عنها، وادفنوني في مكان لا يعلم بي أحد، فإِنه كانت تكون بيننا وبين بكر بن=