للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الامتناع (١) ثم ألحّ عليه القاضي جلال الدين البلقيني (٢) وكان بينهما مزيد اختصاص حتى ناب عنه، وجز ذلك إلى النيابة عن غيره (٣).

فلما كان في المحرم سنة سبع وعشرين فوض إليه القضاء بالقاهرة وما يتبعها فباشر ذلك بعفة ونزاهة فلما كان في ذي القعدة من السنة صرف نفسه ثم في أول رجب من سنة ثمان وعشرين أُعيد للقضاء، واستمر إلى صفر من سنة ثلاث وثلاثين فصرف (٤)، ولا زال كذلك إلى أن أخلص في الإقلاع عنه عقب صرفه في جمادي الثانية سنة اثنتين وخمسين بعد زيادة مدة قضائه على إحدى وعشرين سنة، وزهد في القضاء زهدًا تامًا لكثرة ما توالى عليه من المحن بسببه وصرّح بأنه لم تبق في بدنه شعرة تقبل اسمه (٥).

أما ما يتعلق بولده بدر الدين فكان والده حريصًا على تعليمه وتهذيبه فحفظ القرآن وصلى بالناس وأسمعه الحديث على كبار المحدثين، وبلغ من حرصه أن صنف كتابه (بلوغ المرام) لأجله، واشتغل بأمر القضاء والأوقاف مساعدًا لوالده، وولي في حياة أبيه عدة وظائف، منها الإمامة بجامع طولون (٦).


(١) لحظ الألحاظ (ص ٣٣٠).
(٢) جلال الدين البلقيني هو عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير البلقيني تفقه على أبيه، ولم يأخذ عن غيره كان مفرطًا في الذكاء قوي الحفظ قال ابن حجر: إنه كان من عجائب الدنيا في سرعة الفهم توفي سنة (٨٢٤ هـ). إنباء الغمر (٧/ ٤٤٠)؛ والضوء اللامع (٤/ ١٠٦)؛ والنجوم الزاهرة (١٤/ ٢٣٧).
(٣) انظر: الذيل على رفع الإصر (ص ٨٠)؛ والمنهل الصافي (٢/ ٢٠).
(٤) لحظ الألحاظ (ص ٢٣٠). وانظر: تفاصبل العزل والإعادة في المنهل الصافي (٢/ ٢١)؛ ومعجم الشيوخ لابن فهد (ص ٧٣)؛ وحسن المحاضرة (٢/ ١٧٤)؛ وابن حجر ودراسة مصنفاته (١/ ٢٣٦).
(٥) الضوء اللامع (٢/ ٣٨). وانظر: ابن حجر ودراسة مصنفاته (١/ ٢٣٥).
(٦) انظر: ابن حجر ودراسة مصنفاته (١/ ١٠٧، ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>