وأورده الهيثمي في المقصد العلي (٤٣٠: ٤٧٨)، وسكت عليه.
وبناء على ما سبق فالحديث ضعيف من حديث جابر وعبد الرحمن بن عوف لأن مدارهما على ابن أبي ليلى وهو ضعيف، سيِّىء الحفظ، مضطرب الحديث، والاضطراب الواقع هنا منشؤه -كما قال الحافظ-، والله أعلم.
لكن أصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس بن مالك، وورد الحديث أيضًا عن أسماء بنت يزيد، وأبي هريرة، ومحمود بن لبيد، والسائب بن يزيد، وأبي أمامة رضي الله عنهم، وعن مكحول، وعطاء مرسلًا. وبيان ذلك كما يلي:
حديث أنس: أخرجه البخاري في صحيحه (٣/ ١٧٢ فتح)، ومسلم (٤/ ١٨٠٧: ٢٣١٥ - ٦٢) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أبي سيف القين -وكان ظئرًا لإبراهيم عليه السلام - فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
وأنت يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عوف إنها رحمة. ثم أتبعها بأخرى. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن
العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلَّا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، أخرجه ابن ماجه في السنن (١/ ٥٠٦:
١٥٨٩) قال: حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا يحيى بن سليم، عن ابن خثيم (وفي المطبوع: خيثم)، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يزيد قالت: لما تُوُفِّي ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم، بَكَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال له المُعَزِّي- إما أبو بكر وإما=