= فروى ابن حزم في المحلى (٥/ ٢٢٦) من طريق الحجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس بن مالك: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يأخذ من الرأس عشرة، ومن الفرس عشرة، ومن البراذين خمسة.
وسنده رجاله ثقات لولا عنعنة قتادة.
وعن حارثة بن مضرّب قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر، فقالوا: إنا قد أصبنا أموالًا خيلا ورقيقًا، وانا نحب أن تزكيه، فقال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعل أنا. ثم استشار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أحسن، وسكت علي، فسأله فقال:
هو حسن لو لم يكن جزية راتبة يؤخذون بها بعدك. فأخذ من الفرس عشرة دراهم.
رواه عبد الرزاق (٤/ ٣٥: ٦٨٨٦)، والدارقطني (٢/ ١٢٦، ١٣٧)، والطحاوي (٢/ ٢٨)، وأحمد في مسنده (١/ ٣٢) إلى قوله: يؤخذون بها بعدك. وكذا ابن خزيمة (٤/ ٣٠)، والحاكم في المستدرك (١/ ٤٠٠)، وصححه، والبيهقي (٤/ ١١٨)، وابن حزم في المحلى (٥/ ٢٢٩)، وأبو عبيد في الأموال (٤٩٩: ١٣٦٤) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ به.
ورجاله ثقات لولا عنعنة أبي إسحاق السبيعي.
وله شاهد عند مالك في الموطأ (تنوير الحوالك ١/ ٢٦٣)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (٤/ ١١٨)، وأبو عبيد في الأموال (٤٩٩: ١٣٦٥) عن سليمان بن يسار أن أهل الشام قالوا لأبي عبيدة بن الجراح: خذ من خيلنا ورقيقنا صدقة، فأبى، ثم كتب إلى عمر بن الخطاب، فأبى عمر، ثم كلموه أيضًا، فكتب إلى عمر، فكتب إليه عمر:"إن أحبوا فخذها منهم، وارددها عليهم وارزق رقيقهم".
رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع؛ سليمان بن يسار لم يدرك عمر رضي الله عنه.
وبالجملة، فما ورد من نصاب في حديث الباب، وقصة مجيء أهل الشام لعمر، حسن بمجموع هذه الشواهد، والله أعلم.