أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (٣/ ١١٥)، والبزار في مسنده -كما في كشف الأستار (٢/ ٣٩٧: ١٩٤٦) -، من طريق ثابت بن قيس، عن خارجة به.
وهو نفس طريق الباب، وهو ضعيف -كما سبق آنفًا-. وقال البزار: لا نعلمه مرفوعًا إلَّا بهذا الإِسناد، وخارجة وأبو الغصن مدنيان، ولم يكن أبو الغصن حافظًا. اهـ. ثم إنه قد خولف، فأخرجه أبو داود في السنن (٢/ ١٠٥: ١٥٨٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ١١٤)، من طريق بشر بن عمر، حدثنا أبو الغصن ثابت بن قيس، عن صخر بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ بن عتيك، عن جابر بن عتيك، أن رسول الله قال:"سيأتيكم ركيب مبغضون، فإِذا جاؤوكم فرحبوا بهم، وخلوا بينهم وبين ما يبتغون، فإِن عدلوا فلأنفسهم، وإن ظلموا فعليها، وَأَرْضُوهُمْ، فإِن تَمَامَ زَكَاتِكُمْ رِضَاهُمْ، وَلْيَدْعُوا لَكُمْ".
وسنده ضعيف؛ فيه صخر بن إسحاق، قال في التقريب (٢٧٤: ٢٩٠٢): لين.
ثم إنه هنا من حديث جابر بن عتيك، وحديث الباب عن جابر بن عبد الله، فإما أن يكون منشأ هذا الاضطراب من راويه عن عبد الرحمن وهو خارجة بن إسحاق أو صخر بن إسحاق، وإما من الراوي عنهما وهو ثابت بن قيس، خاصة أنه لم يكن بالحافظ، يقع في حديثه الوهم والخطأ، لكن تعصيب الجناية بالضعيف أولى من تعصيبها بالصدوق، والله أعلم.
لكن في الباب ما يغني عن ذلك وهو حديث جرير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم، وهو عنكم راض".=