وقال أبو أحمد الحاكم: العرباض بن سارية. ووافقه الذهبي.
أمّا الثالث الذي بغير اسم فقال الحافظ في التقريب في ترجمة ميمون أبو المغلّس قال: أبو نجيح ليس صحابيًا. اهـ. كذا قال.
أمّا في الإِصابة فقد ترجم له في القسم الأول فقال: أبو نجيح السلمي روى حديثه ابن جريج عن ميمون أبي المغلس عنه. اهـ. وهذا اضطراب ولا شك.
قلت: وهذا الأخير هو الراجح وذلك لأمور:
١ - أن ابن حبان لما ترجم لميمون أبي المغلس في الثقات قال: يروي عن أبي نجيح وله صحبة. اهـ. وفي بعض النسخ: ابن أبي نجيح.
ولم أر الحافظ تعرض لكلام ابن حبان هذا، فلعله لم يستحضره وقتئذٍ , لأن ابن حبان لم يفرده بالترجَمة بل ذكره ضمن رجل آخر. ومن المعلوم أن المثبِت مقدم على النافي.
٢ - أن أبا نجيح هذا قال في حديثه الذي عند الحارث بن أبي أسامة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: الحديث. وانظر بغية الباحث (٣/ ٦١١: ٤٧١)، وما دام وأنه قد قال كذلك فهو صحابي، وهذا دليل قوي يستدل به الحافظ أحيانًا في الإِصابة على صحبة الرجل وانظر مثلًا (٢/ ٤٤٤).
٣ - أن الحافظ ابن حجر انتهى من تأليف التقريب في عام سبع وعشرين وثمانمائة سوى ما أضافه من إضافات بعد ذلك، أما الإصابة فقد انتهى منها في عام سبع وأربعين وثمانمائة. وكان قد بذل في تأليفها غاية التحري والإِتقان إذ كان قد سوّدها ثلاث مرَّات. وانظر آخر التقريب (٧٦٥) وآخر الأسماء في الإصابة (٣/ ٦٨٦). فعلى ذلك فكلامه في الإصابة هو الأخير، فيكون هو المعتمد، أضف إلى =